كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


من ألفاظهم البديعة البليغة من زرع الإحن حصد المحن‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن أبي الدرداء وعن معاذ بن جبل‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عمرو بن واقد وهو متروك رمي بالكذب وقال الذهبي في المهذب‏:‏ فيه إسماعيل بن رافع واه وأورده في الميزان في ترجمة عمرو بن واقد من حديثه وقال البخاري‏:‏ منكر الحديث وعن النسائي ومروان كان يكذب‏.‏

2829 - ‏(‏أول ما يهراق‏)‏ أي يصب ‏(‏من دم الشهيد‏)‏ شهيد الدنيا والآخرة وهو من قائل لتكون كلمة اللّه هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ومات في المعركة بسبب القتال ‏(‏يغفر‏)‏ اللّه ‏(‏له ذنبه كله إلا الدين‏)‏ بفتح الدال وفي رواية للطبراني أيضاً أول قطرة تقطر من دم الشهيد يكفر بها ذنوبه والثانية يكسى من حلل الإيمان والثالثة يزوج من الحور العين انتهى‏.‏ وفي هذا السياق دلالة على أن الكلام في دم القتل أو ما أدى إليه لا في دم جراحة لم يمت منها كما هو مبين وظاهر أن المراد بالدين دين الآدمي لا دين اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏طب ك عن سهل بن حنيف‏)‏ بضم المهملة وفتح النون وسكون التحتية ابن واهب الأنصاري بدري جليل وفيه عند الحاكم عبد الرحمن بن سعد المدني قال الذهبي‏:‏ له مناكير وقال الهيثمي‏:‏ رجال الطبراني رجال الصحيح‏.‏

2830 - ‏(‏أول من أشفع له‏)‏ عند اللّه تعالى ‏(‏يوم القيامة من أمّتي‏)‏ أمّة الإجابة ‏(‏أهل بيتي‏)‏ مؤمنو بني هاشم والمطلب وأصحاب الكساء ‏(‏ثم الأقرب‏)‏ ثم بعدهم أشفع للأقرب ‏(‏فالأقرب‏)‏ إلى ‏(‏من قريش‏)‏ القبيلة المشهورة ‏(‏ثم الأنصار‏)‏ الأوس والخزرج ‏(‏ثم من آمن بي واتبعني من اليمن‏)‏ أي من أقطار اليمن وجهاته ‏(‏ثم من سائر العرب‏)‏ على اختلاف طبقاتهم وشعوبهم وقبائلهم ‏(‏ثم‏)‏ من آمن بي من ‏(‏الأعاجم‏)‏ جمع عجمي والمراد بهم هنا ما عدا العرب ‏(‏ومن أشفع له أولاً‏)‏ ‏[‏ص 91‏]‏ وهم أهل البيت ‏(‏أفضل‏)‏ ممن بعدهم أي ثم من بعدهم أفضل وهكذا ولا يعارضه خبر أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة إلخ لأن الأول في الآحاد والجماعة والثاني في أهل البلد كله فيحتمل أن المراد البداءة في قريش بأهل المدينة ثم مكة ثم الطائف وكذا الأنصار ومن بعدهم ويحتمل أن المراد أنه يبدأ من أهل المدينة بقريش ثم الأنصار ثم من بعدهم من أهل مكة كذلك على هذا الترتيب ومن أهل الطائف بذلك كذلك‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ وفيه من لم أعرفهم ورواه الدارقطني في الأفراد عن أبي الربيع الزهراني عن حفص بن داود عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال الدارقطني‏:‏ تفرد به حفص عن ليث انتهى‏.‏ وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال ليث ضعيف وحفص كذاب وهو المتهم به انتهى وأقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات وأخرجه أيضاً أبو الطاهر المخلص في السادس من حديثه‏.‏

2831 - ‏(‏أول من أشفع له من أمتي‏)‏ أمة الإجابة ‏(‏أهل المدينة‏)‏ النبوية ‏(‏وأهل مكة وأهل الطائف‏)‏ قد تقرر وجه الجمع بينه وبين ما قبله فلا تغفل‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن عبد اللّه بن جعفر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه من لم أعرفهم‏.‏

2832 - ‏(‏أول من يلحقني من أهلي‏)‏ أي أول من يدرك ويصير معي بعد انتقالي من هذه الدار إلى ديار الأفراح والأخيار ‏(‏أنت يا فاطمة‏)‏ الزهراء، خاطبها بذلك في مرضه الذي مات فيه وذلك أنها دخلت عليه فرحب بها وقبلها وأسرّ إليها أنه ميت فبكت فأسرّ إليها أنها أول أهله لحوقاً به فضحكت ‏(‏وأول من يلحقني من أزواجي زينب‏)‏ مشتق من الزنب وهو الحسن كذا في المطامح عن شيخه البرجيني ‏(‏وهي أطولكن كفاً‏)‏ كذا هو في خط المصنف وفي رواية يداً ولم يرد الطول الحسي بل المعنوي وهو كثرة الصدقة يقال‏:‏ ما طالت يده لصرف كذا إذا لم يكن معه مال وفلان يده طولى يستعمله في الجاه والمال وأنه لذو طول في ماله وقدرته وهو ذو طول عليّ ومنة وقد تطول علي بذلك‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن واثلة‏)‏ بن الأسقع‏.‏

2833 - ‏(‏أول من تنشق عنه الأرض أنا ولا فخر‏)‏ أي لا أقوله فخراً ‏(‏ثم تنشق عن أبي بكر وعمر‏)‏ رضي اللّه عنهما ‏(‏ثم تنشق عن الحرمين‏)‏ أي عن أهل الحرمين ‏(‏مكة والمدينة‏)‏ إكراماً لهم وإظهاراً لمزيتهم على غيرهم ‏(‏ثم أبعث بينهما‏)‏ أي أنشر وأذهب بين الحرمين لأجمع إلى الفريقين وقد سبق توضيحه قال في الصحاح وغيره‏:‏ بعث الموتى نشرهم من قبورهم وقال الزمخشري‏:‏ بعث الشيء أثاره ويوم البعث يوم يبعثنا اللّه من القبور‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في معرفة الصحابة من حديث عاصم بن عمر عن عبد اللّه بن دينار ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الحاكم‏:‏ صحيح وتعقبه الذهبي فقال‏:‏ عاصم هو أخو عبيد اللّه ضعفوه‏.‏

2834 - ‏(‏أول من يشفع يوم القيامة‏)‏ عند اللّه تعالى ‏(‏الأنبياء‏)‏ الفائزون بالإحاطة بالعلم والعمل المجاوزون حدًّ الكمال إلى ‏[‏ص 92‏]‏ درجة التكميل ‏(‏ثم العلماء‏)‏ الذين يكون عرفانهم بالبراهين القاطعة وهو العلماء الراسخون في العلم العاملون به الذين هم شهداء اللّه في أرضه ‏(‏ثم الشهداء‏)‏ الذين أدى بهم الحرص على الطاعة والجد في إظهار الحق حتى بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة اللّه ذكره كله القاضي قال القرطبي‏:‏ فأعظم بمرتبة هي بين النبوة والشهادة‏.‏

- ‏(‏الموهبي‏)‏ بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء وموحدة تحتية نسبة إلى موهب بطن من المعاقر في كتاب ‏(‏فضل‏)‏ العلماء ‏(‏والعلم‏)‏ وكذا أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ والديلمي ‏(‏خط‏)‏ كلهم ‏(‏عن عثمان‏)‏ بن عفان وفيه عنبسة بن عبد الرحمن أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ متروك متهم عن علاق بن أبي مسلم قال أعني الذهبي وهاه الأزدي عن أبان بن عثمان قال‏:‏ متكلم فيه‏.‏

2835 - ‏(‏أول من يدعى إلى الجنة‏)‏ زاد في رواية يوم القيامة ‏(‏الحمادون‏)‏ صيغة مبالغة أي ‏(‏الذين يحمدون اللّه‏)‏ تعالى كثيراً ‏(‏على‏)‏ في رواية في ‏(‏السراء‏)‏ سعة العيش والسرور ‏(‏والضراء‏)‏ الأمراض والمصائب فهم راضون من اللّه تعالى في كل حال ولهذا قال عمر بن عبد العزيز‏:‏ ما بقي لي سرور إلا في مواقع القدر وقيل له‏:‏ ما تشتهي‏؟‏ قال‏:‏ ما يقضي اللّه تعالى وقال الفضيل‏:‏ إن لم تصلح على تقدير اللّه وتحمده لم تصلح على تقدير نفسك ونظر رجل إلى قرحة في رجل ابن واسع فقال‏:‏ إني لأرحمك قال‏:‏ إني لأحمد اللّه عليها منذ خرجت إذ لم تخرج في عيني‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الأوسط والصغير ‏(‏ك‏)‏ في كتاب الدعاء ‏(‏هب‏)‏ وكذا أبو نعيم كلهم ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحاكم على شرط مسلم وأقرّه الذهبي وقال الحافظ العراقي بعد ما عزاه للطبراني وأبو نعيم والبيهقي فيه قيس بن الرفيع ضعفه الجمهور وقال الهيثمي‏:‏ في أحد أسانيد الطبراني قيس بن الربيع وثقه شعبة وضعفه القطان وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

2836 - ‏(‏أول من يكسى‏)‏ يوم القيامة ‏(‏من الخلائق‏)‏ على اختلاف أنواعها وطبقاتها وتباين أممها ولغاتها بعد ما يحشر الناس كلهم عراة أو الغالب أو بعد خروجهم من قبورهم بثيابهم التي ماتوا فيها ثم تتناثر عنهم عند ابتداء الحشر فيحشرون عراة ثم يكون أول من يكسى من ثياب الجنة ‏(‏إبراهيم‏)‏ الخليل عليه الصلاة والسلام لأنه جرد في ذات اللّه حين ألقي في النار أو لأنه لم يكن أخوف للّه منه فتعجل كسوته إيناساً له ليطمئن قلبه أو لأنه أول من استن السراويل مبالغة في الستر وحفظاً لفرجه فلما اتخذ هذا النوع الذي هو أستر للعورة من جميع الملابس جوزي بأنه أول من يكسى ثم يكسى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم حلة أعظم من كسوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لينجبر التأخير بنفاسة الكسوة فيكون كأنه كسي معه فلا تعارض بينه وبين الخبر المار أنا أوّل من تنشق عنه الأرض فأكسى-هذا التعليل فيه نظر فإن أول من يكسى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بدليل نص الحديث أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى اهـ-

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏عن عائشة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس‏.‏

2837 - ‏(‏أول من فتق لسانه‏)‏ ببناء فتق للمفعول وللفاعل أي اللّه ‏(‏بالعربية‏)‏ أي باللغة العربية وهي كما في المصباح كغيره ما نطق به العرب ‏(‏المبينة‏)‏ أي الموضحة الصريحة الخالصة ‏(‏إسماعيل‏)‏ ابن إبراهيم الخليل قال الزمخشري‏:‏ ويسمى أبو الفصاحة قال في الروض الأنف‏:‏ وهو نبي مرسل إلى جرهم والعماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فآمن بعض وكفر بعض ‏(‏وهو ابن أربع عشرة سنة‏)‏ قال الديلمي‏:‏ أصل الفتق الشق أي أنطق اللّه لسان إسماعيل حتى تكلم بها وكان أول من ‏[‏ص 93‏]‏ نطق بها كذلك وقال في المصباح‏:‏ يقال العرب العاربة هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم وهي لغة الحجاز وما والاها انتهى‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ وأفاد بهذا القيد أعني المبينة أوّليته في ذلك بحسب الزيادة والبيان لا الأولية المطلقة وإلا فأوّل من تكلم بالعربية جرهم وتعلمها هو من جرهم ثم ألهمه اللّه العربية الفصيحة المبينة فنطق بها ويشهد له ما حكي أن عربية إسماعيل كانت أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا حمير وجرهم ويحتمل كون الأولية مقيدة بإسماعيل بالنسبة إلى إخوته من ولد إبراهيم‏.‏

- ‏(‏الشيرازي‏)‏ في كتاب ‏(‏الألقاب عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ظاهر عدول المصنف للشيرازي أنه لم يره مخرجاً لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب فقد خرجه الطبراني والديلمي من حديث ابن عباس باللفظ المزبور قال ابن حجر‏:‏ وإسناده حسن ورواه الزبير بن بكار من حديث علي رفعه باللفظ المزبور وحسن ابن حجر إسناده أيضاً‏.‏

2838 - ‏(‏أول من خضب‏)‏ أي لوّن شعره أي صبغه ‏(‏بالحناء‏)‏ يقال خضب بالتشديد كما في المصباح قال‏:‏ والتخفيف من باب نفع لغة ‏(‏والكتم‏)‏ بفتحتين نبت فيه حمرة يخلط بالوشمة أو الحناء ويختضب به وفي كتب الطب الكتم من نبت الجبال ورقه كورق الآس يخضب به مدقوقاً وله ثمر قدر الفلفل ويسود إذا نضج ويعتصر منه دهن يستصح به في البادية ‏(‏إبراهيم‏)‏ الخليل فلذلك كان الخضب بهما مسنوناً ‏(‏وأول من اختضب بالسواد فرعون‏)‏ فلذا كان الخضب فيه لغير الجهاد محرماً وفرعون فعلون اسم أعجمي والجمع فراعنة قال ابن الجوزي‏:‏ وهم ثلاثة فرعون الخليل واسمه سنان وفرعون يوسف واسمه الربان وفرعون موسى واسمه الوليد بن مصعب اهـ والظاهر أن المراد هنا الأول بقرينة ذكره مع إبراهيم‏.‏

- ‏(‏فر وابن النجار‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ وفيه منصور بن عمار قال العقيلي‏:‏ فيه تجهم وقال الذهبي‏:‏ له مناكير‏.‏

2839 - ‏(‏أول من دخل الحمامات‏)‏ جمع حمام ‏(‏وصنعت له النورة‏)‏ بضم النون حجر الكلس ثم غلبت على أخلاط تضاف إليه من زرنيخ وغيره تفعل لإزالة الشعر ‏(‏سليمان بن داود‏)‏ النبي بن النبي ‏(‏فلما دخله‏)‏ أي الحمام ‏(‏وجد حره وغمه فقال‏:‏ أوه من عذاب اللّه أوه قبل أن لا يكون أوه‏)‏ بسكون الواو وكسر الهاء وقيل بتشديد الواو وفتحها كلمة تقال عند الشكاية والتوجع يعني أنه ذكر بحره وغمه حر جهنم وغمها فإن الحمام أشبه بيت بجهنم النار من تحت والظلام من فوق، والعارف الكامل لا يغفل عن الآخرة في كل لحظة لكونها نصب عينه بل له في كل ما يراه من ماء ونار أو غيرهما عبرة وموعظة فإن نظر إلى سواد ذكر ظلمة اللحد أو إلى حية ذكر أفاعي جهنم أو إلى بشع مهول ذكر منكر ونكير أو الزبانية أو سمع صوتاً هائلاً ذكر نفخة الصور فلا تصرفه مهمات الدنيا عن مشاهدة مهمات العقبى‏.‏

- ‏(‏عق طب‏)‏ وكذا في الأوسط ‏(‏عد هق‏)‏ وكذا في الشعب ‏(‏عن أبي موسى‏)‏ الأشعري قضية كلام المصنف أن مخرجيه سكتوا عليه والأمر بخلافه فقد تعقبه البيهقي بما نصه‏:‏ تفرد به إسماعيل الأزدي‏.‏ قال البخاري‏:‏ ولا يتابع عليه وقال مرة‏:‏ فيه نظر، إلى هنا كلام البيهقي، وفيه أيضاً إبراهيم بن مهدي ضعفه الخطيب وغيره وقال الذهبي كابن عساكر في تاريخ الشام‏:‏ حديث ضعيف وفي اللسان كأصله‏:‏ هذا من مناكير إسماعيل ولا يتابع عليه وقال الهيثمي‏:‏ بعد ما عزاه للطبراني فيه صالح مولى التوأمة ضعفوه بسبب اختلاطه وابن أبي ذؤيب سمع منه قبل الإختلاط وهذا من روايته عنه انتهى وأقول‏:‏ لكن فيه أيضاً هشام بن عمار وفيه كلام وعبد اللّه بن زيد البكري أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ضعفه أبو حاتم اهـ فتعصيب ‏[‏ص 94‏]‏ الهيثمي الجناية برأس صالح وحده غير صالح‏.‏

2840 - ‏(‏أول من غير‏)‏ بشد المثناة تحت ‏(‏دين إبراهيم‏)‏ الخليل وفي رواية دين إسماعيل ولا تدافع إذ دين إسماعيل هو دين إبراهيم أي أول من بدل أحكام شريعته وحوّلها وجعلها على خلاف ما هي عليه ففي القاموس غيَّره جعله على خلاف ما كان عليه وحوّله وبدله ‏(‏عمرو بن لحي‏)‏ بضم اللام وفتح الحاء المهملة كذا في هذه الرواية وفي رواية أخرى عمرو بن عامر ولا تعارض كما أشار إليه الكرماني وغيره فعامر اسم ولحي لقب أو عكسه أو أحدهما اسم الأب والآخر الجد فنسب تارة لأبيه وتارة لجده ‏(‏ابن قمعة‏)‏ بالقاف ‏(‏ابن خندف‏)‏ بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وآخره فاء وهو ‏(‏أبو خزاعة‏)‏ القبيلة المشهورة وهو أول من ولي البيت بعد جرهم وورد في رواية لابن إسحاق بيان ذلك التغيير فقال‏:‏ فنصب الأوثان وسيب السوائب وبحر البحيرة-قال ابن عباس‏:‏ البحيرة الناقة إذا ولدت خمسة أبطن بحروا أذنها وتركوا الحمل عليها وركوبها ولم يجزوا وبرها ولم يمنعوها الماء والكلأ ثم نظروا إلى خامس ولدها فإن كان ذكراً بحروه فأكله الرجال والنساء وإن كان أنثى بحروا أذنها وتركوها وحرم على النساء لبنها ومنافعها وكانت منافعها خاصة للرجال فإذا ماتت حلت للرجال والنساء والسائبة البعير الذي يسيب وذلك أن الرجل من أهل الجاهلية إذا مرض أو غاب له قريب نذر فقال‏:‏ إن شفاني اللّه إلخ فناقتي هذه سائبة ثم يسيبها فلا تحبس عن رعي ولا ماء ولا يركبها أحد فكانت بمنزلة البحيرة- ووصل الوصيلة وحمى الحامي قال‏:‏ وسببه أنه كان له تابع من الجن يقال له أبو ثمامة فأتاه ليلة فقال‏:‏ أرحب أبا ثمامة فقال‏:‏ لبيك من تهامة فقال‏:‏ ادخل بلا ملامة فقال‏:‏ ائت سيف جدة تجد آلهة معدة فخذها ولا تهب وادع إلى عبادتها تجب، فتوجه إلى جدة فوجد الأصنام التي كانت تعبد في زمن نوح وإدريس وهي ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر فحملها إلى مكة ودعا إليها فانتشرت عنه عبادة الأصنام في العرب‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏‏.‏

2841 - ‏(‏أول من يبدل سنتي‏)‏ أي طريقتي وسيرتي القويمة التي أنا عليها بما أصلته لكم من الأحكام الإعتقادية والعملية ‏(‏رجل من بني أمية‏)‏ بضم الهمزة زاد الروياني في مسنده وابن عساكر يقال يزيد اهـ‏.‏ قال البيهقي في كلامه على الحديث‏:‏ هو يزيد بن معاوية لخبر أبي يعلى والبيهقي وأبي نعيم وابن منيع لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد-‏[‏وقال الهيثمي‏:‏ وعن أبي عبيدة بن الجراح قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا‏؟‏‏؟‏ أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد‏.‏ رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح إلا أن مكحولا لم يدرك أبا عبادة ‏(‏لعله أبا عبيدة، راوي الحديث‏)‏‏.‏ دار الحديث‏]‏- ‏(‏ع عن أبي ذر‏)‏ الغفاري‏.‏

2842 - ‏(‏أول ما يرفع‏)‏ أي من الدنيا في آخر الزمان ‏(‏الركن‏)‏ اليماني والظاهر أن المراد الحجر الأسود وكلام المصنف في الساجعة صريح فيه قال‏:‏ ولن تزال هذه الأمة بخير ما دام فيها إلا أن يرفعه جبريل ‏(‏والقرآن‏)‏ أي بذهاب حفظته أو بمحوه من صدورهم ‏(‏ورؤيا النبي في المنام‏)‏ يحتمل أن أل في النبي للعهد والمعهود نبينا صلى اللّه عليه وسلم فيكون ذلك من خصائصه ويحتمل أن المراد الجنس فلا يرى أحد من الناس أحداً من الأنبياء في النوم أصلاً‏.‏

- ‏(‏الأزرقي في تاريخ مكة‏)‏ المشهور ‏(‏عن عثمان‏)‏ بن عمر ‏(‏بن ساج‏)‏ بمهملة وآخره جيم الجزري مولى بني أمية وينسب إلى جده غالباً قال في التقريب‏:‏ فيه ضعف ‏(‏بلاغاً‏)‏ أي أنه قال‏:‏ بلغنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك‏.‏

‏[‏ص 95‏]‏ 2843 - ‏(‏أول ما افترض اللّه تعالى على أمتي الصلوات الخمس‏)‏ المعروفة ‏(‏وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس-ويحتمل أن يكون المراد أول ما يرفع إلى اللّه تعالى من ثواب أعمالهم ثواب الصلاة فلا تعارض بينه وبين أول ما يرفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة-‏)‏ أي بموت المصلين واتفاق خلفهم على تركها ‏(‏وأول ما يسئلون عن الصلوات الخمس فمن كان ضيع شيئاً منها‏)‏ بأن لم يفعله أو فعله مع اختلال بعض الأركان أو الشروط أو مع توفرها ولم تقبل لعدم نحو إخلاص ‏(‏يقول اللّه تبارك وتعالى‏)‏ أي لملائكته ‏(‏انظروا‏)‏ أي تأملوا ‏(‏هل تجدون لعبدي نافلة من الصلاة‏)‏ أي صلاة نافلة ‏(‏تتمون بها ما نقص من الفريضة‏)‏ أي فإن وجدتم ذلك فكملوا به فرضه لأن المصلي مثل التاجر الذي لا يخلص الربح حتى يخلص له رأس المال فلا يقبل له نفل حتى يؤدي الفرض وكذا يقال فيما يأتي ‏(‏وانظروا في صيام عبدي شهر رمضان فإن كان ضيع شيئاً منه‏)‏ بالمعنى المذكور فيما قبله ‏(‏فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون منها ما نقص من صيام وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع شيئاً منها فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة فيؤخذ ذلك‏)‏ أي النفل ‏(‏على فرائض اللّه‏)‏ أي عنها ‏(‏وذلك برحمة اللّه‏)‏ العبد أي برفقه به وإحسانه إليه ‏(‏وعدله‏)‏ إذ لو لم يكمل له بها فرضه لخسر وهلك ‏(‏فإن وجد فضلاً‏)‏ أي زيادة بعد تكميل الفرض ‏(‏وضع في ميزانه‏)‏ فرجح ‏(‏وقيل له‏)‏ من قبل اللّه تعالى على لسان بعض ملائكته أو من شاء ‏(‏ادخل الجنة مسروراً‏)‏ أي حال كونك فرحاً منشرحاً والسرور ما يسر به الإنسان ‏(‏وإن لم يجد له شيئاً من ذلك‏)‏ أي من الفرائض أو من النوافل التي يكمل بها نقصها ‏(‏أمرت به الزبانية‏)‏ أي أمرهم اللّه بإلقائه في النار ‏(‏فأخذ‏)‏ أي فأخذوا ‏(‏بيديه ورجليه‏)‏ خصهما إشارة إلى هوانه عليهم واستحقاره عندهم ‏(‏ثم قذف به في النار‏)‏ أي ألقي في نار جهنم ذميماً مقبحاً مستهاناً به كالجيفة التي ترمى للكلاب‏.‏ قال في المطامح‏:‏ يؤخذ من هذه الأولية المذكورة في صدر هذا الخبر أن الصلاة لها أولوية عند اللّه سبحانه وتعالى‏.‏ قال ابن عطاء اللّه‏:‏ واعلم أن الحق سبحانه وتعالى لم يوجب شيئاً من الفرائض غالباً إلا وجعل له من جنسه نافلة حتى إذا قام العبد بذلك الواجب وفيه خلل ما يجبر بالنافلة التي هي من جنسه فلذا أمر بالنظر في فريضة العبد فإن قام بها كما أمر اللّه جوزي عليها وأثبتت له وإن كان فيه خلل كملت من نافلته حتى قال البعض‏:‏ إنما تثبت لك نافلة إذا سلمت لك الفريضة ولما جعل اللّه تعالى عباده أقوياء وضعفاء فسح على الصعفاء بالإكتفاء ‏[‏ص 96‏]‏ بالواجبات وفتح للأقوياء باب نوافل الخيرات فعباد أنهضهم إلى القيام بالواجبات خوف عقوبته فقاموا بها تخليصاً لأنفسهم من وجود الهلكة وملافاة العقوبة فما قاموا شوقاً له ولا طلباً للوفاء مع ربوبيته بل قوبلوا بالمخالفة فلم يقبل منهم قيامهم هذا فإنهم لم ينهضوا إلا لأجل نفوسهم ولم يطلبوا إلا حظوظهم فقاموا بواجبات اللّه مجرورين بسلاسل الإيجاب، عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة بسلاسل وآخرون عندهم من غليان الشغف وشدة الحب ما ليس يكفيهم الواجبات بالنوافل وسرمدوا بها الأوقات وحملوا أنفسهم ما لا يطيقون بطاعته لباعث الشغف فأشفق عليهم الشارع فأمرهم بالقصد في عدة مواضع‏.‏

- ‏(‏الحاكم‏)‏ في كتاب ‏(‏الكنى‏)‏ والألقاب ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

2844 - ‏(‏أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته‏)‏ لأن اللّه تعالى قد أذنه بتعظيم أمرها وأشار إليه بالاهتمام بشأنها فإنها مقدمة عنده على غيرها حيث كان أول شيء بدأ به عباده من الفرائض وكان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إذا أسلم رجل أول شيء يعلمه الصلاة لأنه إنما يضع الأمور على حسب وضع ربه ناظراً في ذلك إلى حكمته الإلهية فبعد تقرر هذه الأولية والأهمية عند العبد ناسب أن يكون أول السؤال عنها إذ لا عذر لها حينئذ ‏(‏فإن كان أتمها كتبت له‏)‏ أي أمر اللّه تعالى بكتابتها في صحف الملائكة أو المحاسبة أو غيرهما ‏(‏تامة وإن لم يكن أتمها قال اللّه لملائكته‏:‏ انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع‏)‏ بزيادة من للتأكيد ‏(‏فتكملون بها فريضته ثم الزكاة كذلك ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ المراد من الإكمال إكمال ما انتقص من السنن والهيئات المشروعة وأنه يحصل له ثوابه في الفرض وإن لم يفعله أو ما انتقص من فروضها وشروطها أو ما ترك من الفرائض رأساً اهـ‏.‏

قال ابن عربي‏:‏ في الفرائض عبودية الاضطرار وهي الأصلية وفي الفرع وهو النفل عبودية الاختيار سمي نفلاً لأنه زائد فإنك في أصلك زائد في الوجود إذ كان اللّه ولا أنت ثم كنت فأنت نفل في وجود الحق تعالى ففي أداء الفرائض أنت له وفي النفل أنت لك وحبه إياك من حيث ما أنت له أعظم من حبه إياك من حيث ما أنت لك ولا نفل إلا بعد فرض في عين النفل فروض ونوافل فما فيه من الفروض تكمل الفرائض ولما لم يكن في قوة النفل أن يسد مسد الفرض جعل في نفس النفل فروضاً لتجبر الفرائض بالفرائض كصلاة النافلة بحكم الأصل ثم إنها تشتمل على فرائض ونوافل وركوع وسجود مع كونها في الأصل نافلة وهذه الأفعال والأقوال فرائض فيها انتهى‏.‏

- ‏(‏حم د ه ك عن تميم الداري‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

2845 - ‏(‏أول نبي أرسل نوح‏)‏ قال السهيلي‏:‏ اسمه عبد الغفار وسمي نوحاً لنوحه على نفسه ولا تعارض بينه وبين ما بعده من أن أولهم آدم لأن نوحاً أرسل إلى الكفار وآدم أول رسول إلى بنيه ولم يكونوا كفاراً ثم نوح هو أحد أولي العزم الخمسة الذين هم أفضلهم‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ وهو في مسلم في أثناء حديث الشفاعة ولفظه‏:‏ ائتوا نوحاً أول رسول‏.‏

‏[‏ص 97‏]‏ 2846 - ‏(‏أول الرسل آدم‏)‏ إلى بنيه وكانوا مؤمنين فعلمهم شرائع علم اللّه ‏(‏وآخرهم محمد‏)‏ صلى اللّه عليه وسلم لقوله تعالى ‏{‏وخاتم النبيين‏}‏ فلا نبي بعده ‏(‏وأول أنبياء بني إسرائيل موسى‏)‏ بن عمران ‏(‏وآخرهم عيسى‏)‏ بن مريم ‏(‏وأول من خط بالقلم‏)‏ أي كتب ونظر في علم النجوم والحساب وأول من خاط الثياب ولبسها وكانوا يلبسون الجلود ‏(‏إدريس‏)‏ قيل سمي به لكثرة درسه كتاب اللّه وأبطله الزمخشري بأنه لو كان إفعيلاً من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد العلمية فكان منصرفاً فمنعه من الصرف دليل العجمة وهذا الحديث صريح في إبطال زعم الكلبي أن أول من وضع الخط نفر من طيء قيل وأول من كتب بالعربي إسماعيل وما ذكر هنا من أن أول من خط إدريس جرى عليه جمع وذكر آخرون منهم كعب الأحبار أن أول من كتب آدم كتب سائر الكتب قبل موته بثلاث مئة سنة في طين ثم طبخه فلما غرقت الأرض في زمن نوح بقيت الكتابة فأصاب كل قوم كتابهم وبقي الكتاب العربي إلى أن خص به إسماعيل فأصابه وتعلم العربية ذكره الماوردي وقال‏:‏ كانت العرب تعظم قدر الخط وتعده من أجل نفع حتى قال عكرمة‏:‏ بلغ فداء أهل بدر أربعة آلاف حتى إن الرجل ليفادى به على أن يعلم الخط لخطره وجلالته عندهم‏.‏

قال ابن فضل اللّه‏:‏ كان إدريس يسمى هرمس المثلث كان نبياً وحكيماً وملكاً ووزيراً‏.‏ قال أبو معشر‏:‏ هو أول من تكلم في الأشياء العلوية من الحركات النجومية وأول من عمل الكيمياء وأول من بنى الهياكل ومجد اللّه فيها وأول من نظر في الطب وتكلم فيه وأنذر بالطوفان وكان يسكن صعيد مصر فبنى هناك الأهرام والبرابي وصور فيها جميع الصناعات وأشار إلى صفات العلوم لمن بعده حرصاً منها على تخليدها بعده وخيفة أن يذهب رسمها من العالم وأنزل اللّه عليه ثلاثين صحيفة ثم رفعه مكاناً علياً‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن أبي ذر‏)‏ وفيه عمرو بن أبي عمر أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال ابن عدي‏:‏ مجهول وإبراهيم بن هشام الغساني قال أبو حاتم غير ثقة ونقل ابن الجوزي عن أبي زرعة أنه كذبه ويحيى بن يحيى الغساني خرجه ابن حبان ذكره كله الذهبي‏.‏

2847 - ‏(‏أولاد المشركين‏)‏ أي من مات من أولاد الكفار قبل البلوغ ‏(‏خدم أهل الجنة‏)‏ في الجنة فهم من أهلها فيما يرجع من أمور الآخرة لأن كل مولود يولد على الفطرة ويتبع أشرف الأبوين ديناً فيما يرجع إلى الدنيا وعليه نزل خبر إنهم من آبائهم وقيل هم من أهل النار وقيل بين الجنة والنار ولا منعمين ولا معذبين وقيل من علم اللّه أنه يؤمن لو عاش ففي الجنة وغيره في النار وقيل بالوقف لعدم صحة التوقيف قال النووي‏:‏ والصحيح الذي عليه المحققون الأول ورجح البيضاوي الأخير حيث قال‏:‏ الثواب والعقاب ليسا لأحد بالأعمال وإلا لزم أن لا يكون ذراري المسلمين والكفار من أهل الجنة والنار بل الموجب لهم هو اللطف الرباني والخذلان الإلهي المقدر لهم وهم في أصلاب آبائهم بل وهم وآباؤهم في العدم فالواجب فيهم التوقف وعدم الجزم بشيء فإن أعمالهم موكولة إلى علم اللّه فيما يعود إلى أمر الآخرة من الثواب والعقاب لأن السعادة والشقاوة ليستا معللتين عندنا بل اللّه تعالى خلق من شاء سعيداً ومن شاء شقياً وعمل الأعمال دليل على السعادة والشقاوة وأنت تعلم أن عدم الدليل وعدم العلم به لا يوجبان عدم المدلول والعلم بعدمه وكما أن البالغين منهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا فهم مستعملون بأعمال أهل النار حتى يموتوا عليها فيدخلوا النار وأما الذين سعدوا فهم موفقون للطاعات وصالح الأعمال حتى يتوفوا عليها فيدخلوا الجنة فالأطفال منهم من سبق القضاء بأنه سعيد من أهل الجنة فهو لو عاش عمل عمل أهل الجنة ومنهم من جف القلم بأنه شقي من أهل ‏[‏ص 98‏]‏ النار فهو لو أمهل لاشتغل بالعصيان وانهمك في الطغيان‏.‏

- ‏(‏طس عن سمرة‏)‏ بن جندب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي‏:‏ فيه عباد بن منصور وثقه القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات‏.‏

2848 - ‏(‏ألا‏)‏ بتخفيف اللام وفتح الهمزة حرف افتتاح معناه التنبيه فيدل على تحقق ما بعده وتوكيده ‏(‏أحدثكم حديثاً عن الدجال‏)‏ أي عن صفاته من الدجل وهو الخلط لكثرة خلطه الباطل بالحق ذكره الزمخشري وسبق فيه مزيد ‏(‏ما حدّث به نبي قومه‏)‏ الجملة صفة لحديث‏.‏ وما نافية أي لم يحدّث نبي قومه بمثله في الإيضاح ومزيد البيان فإنه ما من نبي إلا وقد أنذر قومه به سيما نوح عليه السلام لكن لم يوضحوا صفاته وأنا أوضحها غاية الإيضاح حتى كأنكم ترونه عياناً ‏(‏إنه أعور‏)‏ العين اليمنى كما في رواية وفي أخرى اليسرى وجمع بأن أحدهما ذاهبة والأخرى معيبة وأصل العور العيب فيصدق عليهما واقتصر عليه مع أن أدلة الحدوث في الدجال ظاهرة لكن العور أثر محسوس يدركه حتى الجاهل ومن لا يهتدي للأدلة القطعية -فإذا ادعى الربوبية وهو ناقص الخلقة والإله يتعالى عن النقص علم أنه كاذب- ‏(‏وأنه يجيء معه تمثال الجنة والنار‏)‏ هذا بالنسبة للرائي فإما بالسحر فيخيل الدجال الشيء بصورة عكسه أو يجعل اللّه باطن الجنة ناراً وعكسه أو كنى عن النعمة والرحمة بالجنة وعن المحنة والنقمة بالنار ‏(‏فالتي يقول إنها الجنة هي النار‏)‏ أي سبب للعذاب بالنار يعني من دخل جنته استحق النار لأنه صدقه فأطلق اسم المسبب على السبب ‏(‏وإني أنذركم‏)‏ به ‏(‏كما أنذر‏)‏ به ‏(‏نوح قومه‏)‏ خصه به لأنه أول نبي أنذر قومه أي خوفهم ولأنه أول الرسل وأبو البشر الثاني وليس إنذاره خوفاً من فتنته على العارفين باللّه تعالى إذ لا يتخالجهم في اللّه الظنون إذ ‏{‏ليس كمثله شيء‏}‏ وإنما أعلم أن خروجه يكون في شدّة من الزمان وأن يستولي على مواشيهم فتتبعه أقوام بأبدانهم ويصدّقونه بألسنتهم وإن عرفوا كذبه لا يقال إذا كان خروجه إنما هو في هذه الأمة فلم أنذر الأنبياء السابقون به أممهم لأنا نقول بأن الأنبياء شاهدوا دقائق الكون واجتمع كله فيهم في آن واحد حتى صار كأنه كله جوهرة واحدة فصاروا عند غلبة التجليات على قلوبهم تندرج جميع الزمان لهم ويلوح لهم الأمر من وراء كل وراء وتضمحل الحجب وذلك طور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أبداً وقت التجلي فباندراج مسافات الأزمان وتداخلها وامتزاج بعضها ببعض صار عندهم الأزمان كلها كأنه زمن واحد فتدبر‏.‏

- ‏(‏ق عن أبي هريرة‏)‏ وفي الباب غيره أيضاً‏.‏

2849 - ‏(‏ألا‏)‏ قال الطيبي‏:‏ صدَّر الجملة بالكلمة التي هي من طلائع القسم إيذاناً بعظم المحدَّث به ‏(‏أحدثكم بما‏)‏ أي بالعمل الذي ‏(‏يدخلكم الجنة‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول اللّه حدثنا قال‏:‏ ‏(‏ضرب بالسيف‏)‏ أي قتال به في سبيل اللّه لإعلاء كلمة اللّه ‏(‏وإطعام الضيف‏)‏ لوجه اللّه لا رياء وسمعة كما يفعله كثير الآن ‏(‏واهتمام بمواقيت الصلاة‏)‏ أي بدخول أوقات الصلاة لإيقاع الصلاة أول وقتها يقال اهتم الرجل بالأمر قام به ويطلق الهم والاهتمام على العزم القوي والمواقيت جمع ميقات وهو الوقت وهو مقدار من الزمان مفروض لأمر ما، وكل شيء قدرت له حيناً فقد وقتَّه توقيتاً ‏(‏وإسباغ الطهور‏)‏ أي إتمام الوضوء أو الغسل قال في الصحاح‏:‏ شيء سابغ أي كامل واف وسبغت النعمة اتسعت وأسبغ اللّه عليه النعمة أتمها وإسباغ الوضوء إتمامه قال الزمخشري‏:‏ ومن المجاز أسبغ وضوءه ‏(‏في الليلة القرّة‏)‏ بالتشديد أي ‏[‏ص 99‏]‏ الشديدة البرد قال في الصحاح‏:‏ ليلة قارّة وقرة بالفتح أي باردة ويوم قار وقر بالفتح بارد والقرة بالكسر البرد ‏(‏وإطعام الطعام على حبه‏)‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ويطعمون الطعام على حبه‏}‏ أي مع حب الطعام أو شهوته أو عزته لقلته وحاجتهم وقيل على حب اللّه تعالى‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

2850 - ‏(‏ألا أحدثكم‏)‏ في رواية أحمد والطبراني أحدثكما خطاباً لعمار وعليٌّ لما رآهما وقد اضطجعا في صور من النخل فناما فحركهما برجله وقال‏:‏ ألا أحدثكما ‏(‏بأشقى الناس‏؟‏ رجلين‏)‏ عطف بيان وقال أبو البقاء‏:‏ تمييز كما تقول هذا أشقى الناس رجلاً وجاز تثنيته وجمعه كما قالوا نعم الرجلين الزيدان ونعم رجالاً الزيدون وهم أفضل الناس رجالاً ‏(‏أحيمر ثمود‏)‏ تصغير أحمر وهو قدار بن سالف ‏(‏الذي عقر الناقة‏)‏ أي قتلها لأجل قول نبيهم صالح عليه السلام ‏{‏ناقة اللّه وسقياها‏}‏ أي احذروا أن تصيبوها بمكروه ولا تمنعوها عن شربها وكان أخبرهم أن لها شرب يوم ولهم شرب يوم وإنما قال أحيمر لأنه كان أحمر أشقر أزرق قصيراً ذميماً ‏(‏والذي‏)‏ أي وعبد الرحمن بن ملجم المرادي قبحه اللّه ‏(‏يضربك يا علي‏)‏ بن أبي طالب بالسيف ‏(‏على هذه‏)‏ يعني هامته ‏(‏حتى يبل منها‏)‏ بالدم ‏(‏هذه‏)‏ يعني لحيته فمرض علي كرم اللّه وجهه بعد موت المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فخرج فضالة بن عبيد الأنصاري له عائداً فقال‏:‏ ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت به لم يسلك إلا أعراب جهينة فقال‏:‏ لست ميتاً من مرضي هذا ثم ذكر الحديث رواه أحمد وعن أبي سنان الدولي أنه عاد علياً فقال‏:‏ قد تخوفنا عليك قال‏:‏ لكني بما ما تخوفت على نفسي سمعت الصادق المصدوق صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ فذكر نحوه خرجه الطبراني وحسنه الهيثمي، واعلم أن هذا الحديث من معجزات المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأنه إخبار عن غيب وقع، وذلك أنه لما كانت ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة أربعين استيقظ عليٌّ كرم اللّه وجهه سحراً فقال لابنه الحسن‏:‏ رأيت الليلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وشكوت له ما لقيت من أمته من اللدد فقال لي‏:‏ ادع اللّه عليهم فقلت‏:‏ اللّهم أبدلني بهم خيراً وأبدلهم بي شراً لهم مني فدخل المؤذن على أثر ذلك فقال‏:‏ الصلاة فخرج عليٌّ كرم اللّه وجهه من الباب ينادي الصلاة الصلاة فاعترضه ابن ملجم فضربه بالسيف فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل لدماغه فشد عليه الناس من كل جانب فأمسك وأوثق وأقام عليٌّ الجمعة والسبت وانتقل إلى رحمة اللّه ليلة الأحد فقطعت أطراف ابن ملجم ثم جعل في قوصرة وأحرق بالنار‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ وكذا أحمد والبزار كلهم ‏(‏عن عمار بن ياسر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجال البزار موثقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار‏.‏

2851 - ‏(‏ألا أخبرك‏)‏ أي أعلمك ‏(‏بأخير‏)‏ وفي رواية بدله بأعظم ‏(‏سورة في القرآن‏)‏ قال الطيبي‏:‏ نكرها وأفردها ليدل على أنك إذا تقصيت سورة سورة لم تجد به أعظم منها ‏(‏الحمد للّه رب العالمين‏)‏ قال البيضاوي‏:‏ خبر مبتدأ محذوف أي هي السورة التي مستهلها الحمد للّه -أي سورة الحمد بكمالها فهي أعظم سور القرآن فإنها أمه وأساسه ومتضمنة لجميع علومه- قال النوربشتي‏:‏ الحمد أعلى مقامات العبودية وقد جاء في البخاري أنها لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها قال ابن النين‏:‏ معناه أن ثوابها أعظم من غيرها وقال القرطبي‏:‏ اختصت الفاتحة بأنها مبدأ القرآن وحاوية لجميع علومه لاحتوائها على الثناء على اللّه تعالى والإقرار بعبادته والإخلاص له وسؤال الهداية منه والإشارة إلى الاعتراف بالعجز عن القيام بنعمه وإلى شأن المعاد وبيان عاقبة الجاحدين إلى غير ذلك مما يقتضي أنها ‏[‏ص 100‏]‏ أخير وقال عليٌّ كرم اللّه وجهه‏:‏ لو شئت لأمليت من تفسيرها سبعين وقراً وقد أفرد في جموم فضائلها تآليف كثيرة وذكر بعض العارفين أن من لازم قراءتها رأى العجب وبلغ ما يرجوه من كل أرب ومن خواصها إذا كتبت حروفها متفاصلة ومحيت بماء طاهر وشربها مريض لم يحضر أجله برئ وإذا قرئت إحدى وأربعين مرة بين سنة الفجر والصبح على وجع العين برئ بشرط حسن الظن من الوجيع والعازم اهـ وفي بحر الروياني أن البسملة أفضل آيات القرآن ونوزع بحديث آية الكرسي قال ابن حجر في الفتح‏:‏ وهو صحيح واستدل به على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض وقد منع منه جمع محتجين بأن المفضول ناقص عن درجة الأفضل وأسماء اللّه وصفاته وكلامه لا نقص فيها وأجيب بأن معنى التفاضل أن ثواب بعضه أعظم من ثواب بعض فالتفضيل من حيث المعاني لا الصفة ويؤيده آية ‏{‏نأت بخير منها أو مثلها‏}‏‏.‏

- ‏(‏حم عن عبد اللّه بن جابر البياضي‏)‏ الأنصاري له صحبة قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد اللّه بن أحمد بن عقيل سيء الحفظ وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات وقضية صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه وهو ذهول شنيع فقد رواه البخاري في التفسير والفضائل وأبو داود والنسائي في الصلاة وابن ماجه في ثواب التسبيح بلفظ ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن الحمد للّه رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته وأعظم سورة في القرآن‏.‏

2852 - ‏(‏ألا‏)‏ قال القاضي‏:‏ كلمة مؤلفة من حرفي الاستفهام والنفي لإعطاء التنبيه على تحقيق ما بعدها وذلك لأن الهمزة فيه للإنكار فإذا دخلت على نفي أفادت تحقيق الثبوت ولكونها بهذه المثابة لا يكاد يقع ما بعدها إلا ما كانت مصدرة بما يصدر بها جواب القسم وشقيقتها أما التي هي من طلائع القسم ومقدماته ‏(‏أخبرك عن ملوك الجنة‏)‏ وفي رواية ملوك أهل الجنة ‏(‏رجل‏)‏ ذكر الرجل وصف طردي والمراد إنسان مؤمن ‏(‏ضعيف‏)‏ في نفسه أي منكر الخاطر متواضع القلب لهوانه على الناس ‏(‏مستضعف‏)‏ بفتح العين على المشهور أي يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعفه ولفقره ورثاثته وخموله وفي رواية بكسر العين أي نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله في الدنيا ‏(‏ذو طمرين‏)‏ بكسر فسكون إزار ورداء خلقين ‏(‏لا يؤبه له‏)‏ أي لا يحتفل به ‏(‏لو أقسم على اللّه لأبره‏)‏ أي لو حلف يميناً على أن اللّه يفعل كذا أو لا يفعله جاء الأمر فيه على ما يوافق يمينه أي صدق وصدَّق يمينه يقال‏:‏ أبرّ اللّه قسمك إذ لم يكن حانثاً وقيل معنى أقسم على اللّه أن يقول اللّهم إني أقسم عليك بجلالك أن تفعل كذا وهو غير مستقيم هنا لأنه قال لأبره أي صدقه ولا دخل للصدق والكذب في هذا اليمين فيدخلها الإبرار‏.‏ قال الغزالي‏:‏ وهذا الحديث ونحوه يعرفك مذمة الشهرة وفضيلة الخمول وإنما المطلوب بالشهرة وانتشار الصيت والجاه والمنزلة في القلوب وحب الجاه منشأ كل فساد‏.‏

هذا الحديث نص في تفضيل الضعيف على القوي وقد وقع عكسه في خبر مسلم ‏"‏المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف‏"‏ فإنه نص في تفضيل القوي على الضعيف وأجاب النووي بأن المراد بالقوة فيه عزيمة النفس والقريحة في شؤون الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على أعداء اللّه وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبمدح الضعيف فمن حيث رقة القلوب ولينها واستكانتها لربها وضراعتها إليه‏.‏

- ‏(‏ه عن معاذ‏)‏ بن جبل قال المنذري‏:‏ رواته محتج بهم في الصحيح إلا سويد بن عبد العزيز وقال الحافظ العراقي في المغني‏:‏ سنده جيد وفي أماليه حديث حسن وفيه سويد بن عبد العزيز ضعفه أحمد وابن معين والجمهور ووثقه دحيم والحديث له شواهد اهـ وظاهر كلامه أنه إنما هو حسن لشواهده‏.‏

‏[‏ص 101‏]‏ 2853 - ‏(‏ألا أخبركم بأهل النار‏)‏ قالوا‏:‏ أخبرنا قال‏:‏ ‏(‏كل‏)‏ إنسان ‏(‏جعظري‏)‏ بجيم مفتوحة وظاء معجمة بينهما عين مهملة فظ غليظ أو الذي لا يمرض أو الذي يتمدح بما ليس فيه أو عنده ‏(‏جواظ‏)‏ بفتح الجيم وشد الواو وظاء معجمة ضخم مختال في مشيه أو الأكول أو الفاجر أو الفظ الغليظ أو السمين الثقيل من الشره والتنعم ‏(‏مستكبر‏)‏ ذاهب بنفسه تيهاً وترفعاً ‏(‏جماع‏)‏ بالتشديد أي كثير الجمع للمال ‏(‏منوع‏)‏ أي كثير المنع له والشح والتهافت على كنزه ‏(‏ألا‏)‏ قال القاضي‏:‏ حرف تنبيه تذكر لتحقق ما بعدها مركبة من همزة الاستفهام التي هي بمعنى الإنكار ولا التي للنفي والإنكار إذا دخلت على النفي أفادت التحقيق ولذلك لا يقع بعدها إلا ما كان مصدراً بنحو ما يتلقى به القسم ‏(‏أخبركم بأهل الجنة‏)‏ قالوا‏:‏ أخبرنا قال‏:‏ ‏(‏كل مسكين لو أقسم على اللّه لأبره‏)‏ قال النووي‏:‏ المراد بالحديث أن أغلب أهل الجنة والنار هذان الفريقان‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه خارجة بن مصعب وهو متروك‏.‏

2854 - ‏(‏ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون‏)‏ أي ما اعتصم به المعتصمون قالوا‏:‏ بلى أخبرنا قال‏:‏ ‏(‏قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس‏)‏ زاد في رواية ولن يتعوذ الخلائق بمثلهما وسميتا بالمعوذتين لأنهما عوذتا صاحبهما أي عصمتاه من كل سوء‏.‏

- ‏(‏طب عن عقبة بن عامر‏)‏ ظاهره أنه لم يخرجه أحد من الستة وهو ذهول فقد رواه النسائي باللفظ المزبور عن عابس الجهني قال في الفردوس ويقال له صحبة‏.‏

2855 - ‏(‏ألا أخبرك بتفسير لا حول ولا قوة إلا باللّه‏)‏ أي ببيان معناها وإيضاح فحواها والفسر والتفسير البيان والإيضاح كما في الصحاح قال‏:‏ أخبرني قال‏:‏ ‏(‏لا حول من معصية اللّه إلا بعصمة اللّه ولا قوة على طاعة اللّه إلا بعون اللّه هكذا أخبرني جبريل يا ابن أم عبد‏)‏ هو عبد اللّه بن مسعود قال ابن الأثير‏:‏ الحول ههنا الحركة يقال حال الشخص يحول إذا تحرك والمعنى لا حركة ولا قوة إلا بمشيئة اللّه وقيل الحول الحيلة والأول أشبه اهـ‏.‏ ‏(‏تتمة‏)‏ حكى النووي في بستانه أن الخليل بن أحمد رؤي في النوم فقيل له‏:‏ ما فعل بك ربك قال‏:‏ غفر لي قيل‏:‏ بما نجوت قال‏:‏ بلا حول ولا قوة إلا باللّه قيل‏:‏ كيف وجدت علمك أي الأدب والشعر قال‏:‏ وجدته هباءً منثوراً‏.‏

- ‏(‏ابن النجار‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال‏:‏ جئت إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت‏:‏ لا حول ولا قوة إلا باللّه فذكره ورواه عنه أيضاً البيهقي في الشعب وقال‏:‏ تفرد به صالح بن بيان وليس بقوي‏.‏

2856 - ‏(‏ألا أخبركم بأهل الجنة‏)‏ قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ ‏(‏كل ضعيف‏)‏ قال أبو البقاء‏:‏ برفع كل لا غير أي هم كل ضعيف عن أذى الناس أو عن المعاصي ملتزم الخشوع والخضوع بقلبه وقالبه ‏(‏متضعف‏)‏ بفتح العين كما في التنقيح عن ابن الجوزي قال‏:‏ وغلط ‏[‏ص 102‏]‏ من كسرها لأن المراد أن الناس يستضعفونه ويحتقرونه وفي علوم الحديث للحاكم أن ابن خزيمة سئل عن الضعيف قال‏:‏ الذي يبرئ نفسه من الحول والقوة في اليوم عشرين مرة إلى خمسين ‏(‏لو أقسم على اللّه لأبره‏)‏‏(‏1‏)‏ ‏(‏ألا أخبركم بأهل النار‏)‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏كل عتل‏)‏ بالضم والتشديد الجافي أو الجموع المنوع أو الأكول الشروب ‏(‏جواظ‏)‏ بفتح فتشديد كما تقرر ‏(‏جعظري مستكبر‏)‏ صاحب كبر والكبر تعظيم المرء نفسه واحتقاره غيره والأنفة من مساواته‏.‏